تعاقدت على تأليف الموسيقى التصويرية لمسلسل سره الباتع من سيناريو واخراج خالد يوسف ،وبعد حضور المخرج جلسات العمل وموافقته على كل التعديلات والشكل النهائي للموسيقى التصويرية التي ألفتها خصيصاً للعمل ، تم التسجيل والتعاقد بالشروط المعروفة وهي حق الملكية للشركة وواجب التزامي بالتسليم في الموعد المحدد وقد تحقق هذا بالفعل والتزمت به ، فوجئت في الحلقة الأولى باستخدام موسيقى كنت قد ألفتها لعمل آخر وهو فيلم " الريس عمر حرب" لنفس المخرج ،وعندما أبديت اعتراضي أخبرني بأنه لا توجد مشكلة فهذه الموسيقى من تأليفي وهذا هو فيلمه ، وبرغم عدم اقتناعي إلا أنني آثرت الصمت حتى لايؤثر كلامي على استقبال الجمهور للمسلسل في بداياته، برغم اتهامي من البعض بأنني أكرر نفسي ، لكني تجاهلت هذه الاتهامات غير الحقيقية وقلت انها مرة ولن تتكرر ، إلا أنني بعدها لاحظت في الحلقات التالية استخدامه المتكرر لموسيقى وجمل لحنية كثيرة ليست من تأليفي ولا أعرف من هو مؤلفها ، برغم أن اسمي مكتوب على التيتر كصاحب موسيقي العمل من بدايته لنهايته ، هنا لم أستطع الصمت أو اظهار عدم اللامبالاة ، فهذه مسؤولية وضمير فني وقواعد مهنية يجب أن تحترم ،وطوال حياتي في مجال التأليف الموسيقي قد تعودت أن احترام جمهوري هو من صميم احترامي لنفسي ، وأنه من قبيل الجريمة بالنسبة لي أن تنسب الي موسيقى لم أؤلفها أو أقتبس ولو جملة من مؤلف موسيقي آخر وأنسبها لنفسي ، ومافعله المخرج خالد يوسف لا يجوز بأي حال من الأحوال ولا تحت أي ظرف من الظروف ولا يمكن تبريره بدعوى أن هناك أجزاء ناقصة تحتاج لموسيقى ، برغم موافقته بعد سماع الموسيقى كاملة ، لأن المسؤول أولاً وأخيراً هو أنا المؤلف الموسيقي راجح داود الذي لا يقبل اطلاقاً أن يقال عنه أنه أخذ جملة من زميل هنا أو هناك ، احتراماً لذاتي ولتاريخي ولمهنتي ، لذلك أعلن في هذا البيان عدم مسؤوليتي عن تلك الزيادات الموسيقية التي ليست من تأليفي ، وأحمل المسؤولية كاملة للمخرج وليس شركة الانتاج ، لأنني أثق أنه في ظل ظروف ضغط تسليم الحلقات أثناء التصوير ، فان الشركة لا تنتبه الى مثل تلك التفاصيل .
أخيراً أتوجه الى جمهوري الذي تعود مني الصدق وتعود مني ألا أخذلهم في أي منتج موسيقي أضع عليه اسمي ، أعدهم بأنني سأحافظ على القيم التي تعلمتها من أساتذتي وأعلمها لطلابي .
عاشت مصر مهد الفن وفجر الضمير.